المقدمة
قامت الثّورة البلفلشية على أنقاض روسيا القيصرية وتشكلت دولة الإتّحاد السّوفياتي وقد مثّل تشكل هذه الدّولة أوّل محاولة تاريخية قام بها حزب شيوعي (البلاشفة )لتكريس النّظرية الشّيوعية وبناء المجتمع الإشتراكي
وقدساهمت جملة من الأسباب في اندلاع هذه الثورة ومرّت بجملة من المراحل لتواجة جملة من التحدّيات الكبرى أفضت في الأخير إلى نشأة دولة الإتحاد السوفياتي
أسباب الثورة
الأسباب العميقة
تمحورت الأسباب العميقة حول أزمة الإمبرطورية الرّوسية قبل الحرب فقد فشل النّظام القيصري الإستبدادي في احتواء الأزمة الكبرى التي عرفها المجتمع الرّوسي وتجلّت أبرز ملامح هذه الأزمة في
1-العجز عن مجاراة القوى الكبرى
تعد روسيا القيصرية وخاصة في عهد نيكولا الثاني (1894-1917)وعلى حد عبارة لينين قائد الثّورة البلشفية “أضعف حلقة “ضمن سلسلة الدول الإمبريالية فقد عدّت من “دول شبه الأطراف”فقد عجزت عن تبوإ موقع ضمن “دول المركز”في النّظام الرّأسمالي العالمي الذي بدأ في التشكّل في الفترة الحديثة
1-1 ركود الهياكل الإقتصادية
برزت ملامح التخلف الإقتصادي في
-ضعف التصنيع باستثناء بعض المحاولات في مناطق معزولة في موسكو وبتروغراد اعتمادا على رؤوس اموال أجنبية خاصة تلك التي كان مصدرها فرنسيا.
-فلاحة تقليدية :ركود الهياكل العقارية والتخلّف التقني
-موازنة تجارية تعتمد تصدير المواد الزراعية(الحبوب)والمنجمية (الفحم الحجري والنفط)
2-1 قوّة استعمارية في تراجع
برز تراج روسيا القيصرية كقوة استعمارية في :
-ضعف أمام القوى الإستعمارية التقليدية مثل فرنسا وانجلترا يؤكده هزيمة فرنسا في حرب القرم (1954-1955)
-عدم صمود أمام القور الإستعمارية الحديثة كالمانيا واليابان (هزيمة أمام اليابانفي 1904وانحسار نفوذها في الشرق الأقصى)
-العجز عن تأمين مجال تأثيرها داخل البلقان إذأقدمت النمسا بدعم الماني من ضم البوسنة والهرسك
-اللجوء الى التحالف مع الانجليز والفرنسيين للحفاظ على مصالحه الإستعمارية المهددة (المشاركة في اتفاقية سايكس بيكو السرية لإقتسام مملكات الإمبراطورية العثمانية)
3-1أزمة المجتمع الرّوسي
برزت أزمة المجتمع الرّوسي قبل اندلاع الثورة في :
-تردي أوضاع المزارعين رغم الغاء نظام القنانة في 1861ومنحهم حق التملك بعد تفكيك الملكية الجماعية القديمة .فمعظم الأراضي المفككة آلت غلى فئة محدودة من الفلاحين الموسرين عرفوا بـ”الكولاك”فتحول قسم هام منهم أجراء يوميين لدى الفلاحين الكبار واضطر قسم آخر ون إلى النّزوح .
-تردّي وضع العمال الصناعيين في المدن نتبجة استغلال شديد من قبل الرأسمال الأجنبي والمحلي :ضعف الأجور وطول ساعات العما (أكثرمن 10سات )وغياب الضمانات أثناء حوادث الشغل والمرضوهو ما اضطرهم رغم ضعف عدده غلى الإنخراط في موجة من الإضرابات تحت تأثير الأحزاب الإشتراكية
-اضطهاد القوميات غير السلافية بطمس هويتها بتعيم الهيمنة الروسية وتغليب المذهب المسيحي الارثودكسي:قمع افنتفاضة البولونية في 1863وواصدارقانون في 1909 يقضي بتدعيم الحضور الروسي في فلندا وتوطين المزيد من الروس في تركستان وهوما دعى البعض الى تسمية روسيا القيصرية بـ”سجن الشعوب”.
4-1التأزّم السياسي
عجز النّظام القيصري عن احتواء الأزمة فتبلورت داخل روسيا قوى فكرية وسياسية معارضة حملت النظام القيصري المسؤولية ،انقسمت إلى تيارين كبيرين تيار ليبرالي وآخر اشتراكي
-المعرضة الليبرالية دعمتها البرجوازية رغم ضعفها والإرستقراطية الليبرالية طالبت بالتخلي عن الحكم المطلق واقامة نظام دستوري برلماني على غرار الأنظمة الغربية وقد تجسدت هذه المعارضة في الحزب الدستوري الديمقراطي (1905)
-المعارضة الإشتراكية وانقسمت الى صنفين
*حزب الإشتركيين الثوريين تأسس في أواخر1901و1902 قاعدت فرق الشعبويين الروس اعتمدوا العنف ضد رموز النظام القيصري .برزمطلبهم في تصفية النظام القيصري ومصادرة أملاك كبار الفلاحين والككنيسة والعائلة المالكةوتوتوزيعها على المزارعين
*حزب العمال الإشترتكي الروسي(1898)اعتمد النظري الماركسية اعتمد الطبقة المالية في المدن قاعدته الإجتماعية فعمل على تأطيرها لكنه انقسم في مؤتمره الثاني في 1903 الى تيارين :
***المناشفة(الأقلية )يرون أن انجاز الثورة الإشتراكية في الظرف الراهن سابق لأوانه نظرا لتأخر روسيا الإقتصادي وطابعها الفلاحي الريفي وضعف البرولتاريا وعليه فالحل يتمثل في اتباع المنهج الليبرالي الرأسمال ومساندة البرجوازية الروسية للإطاحة بالنظام القيصري واقامة نظام ديمقراطي وتطوير قوى الإنتاج واعتبروا ذلك مرحلة تاريخية ضرورية تسبق انجاز الثورة الإشتراكية
***البلاشفة (الأغلبية)يرون ضرورة قيام الثورة الإشتراكية قابلة للإنجاز بتحالف البرولتاريا مع المزارعين الذين يمثلون قوة ثورية وبالإمكان أأيضا التعويل على تحركات العمال في الأقطار الأوروبية فالثورة الإشتراكية لم تعد مسألة محلية أوقطرية بل هي مٍسألة عالمية فالثورة مرشحة لأن تنطلق في روسيا “الحلقة الأضعف “ضمن سلسلة الدول الإمبريالية لتعم بسرعة فيما بعد أوروبا الغربية المصنعة حيث الطبقة العمالية ناضجة للقيام بالثورة .وستؤازر هذه الطبقة من مبادئ الأممية روسيا المتخلفة في بناء الإشتراكية (حل المسائل الإجتماعية وتدارك التخلف الإقتصادي وحل مسألة القوميات المضطهدة بحقها في تقرير المصير).وبهذه الرؤية والطرح تمكن البلاشفة من استمالة مكونات المجتمع الروسي فتحولوا إلى أهم قوة سياسية رغم قلة عددهم .
-تحجر النظام القيصري
رغم قبول القيصر بإحداث مجلس الدوما (مجلس نيابي منتخب)اثر ثورة 1905 فقد سيطر ت على عضويته القوى المعتدلة والمحافظة ورغم ذلك جرد من كل نفوذ حقيقي وتم حله اكثر من مرة اضافة الى تفشي الفساد الإداري وصار القصر تحت سيطرة احد المشعوذين راسبوتين المقرّب من زوجة القيصر فتعمقت بذلك أزمة النظام حيث انفضت عن هحتى الفئات القريبة منه .وانضمت الى صفوف المعارضة
الأسباب الظرفية :الحرب وتفاقم أزمة النظام القيصري
تفاقمت أزمة النظام القيصري بالمشاركة في الحربإلى جانب الحلفاءوبررذلك في:
-تتالي هزائم الجيش الروسي وخسائر ترابية وبشرية كبيرة (1،7كليون قتيلعند نهاية الحرب)وفرار الجنود من الجبهة نتيجة العجز عن الإمداد والتموين
-تفاقم الأزمة الإقتصادية والإجتماعية:اختلت طرق المواصلات وارتفعت أسعار افستهلاك
-تعدد الإضرابات العمالية واتخذب منحى ساسيا مناهضا للحكم القيصري
-فراغ سياسي اثر التحاق نيقولا الثاني بالجبهة لأدارة المعارك بنفسه وترك ادارة البلاد لزوجته والمشعوذ راسبوتين
-النظام القيصري يفقد سنده وتتالى الأحداث فيشهر فيفري 1917 التي آلت إلى سقوطه.
الثورة البلشفية :مراحلها والصعوبات ومواجهتها
1-مراحلها
مرّت الثورة الروسية بطورين بازين
1-1ثورة فيفري 1917:سقوط الحكم القيصري وصعود “الحكومة المؤقتة
تفاقم الوضع في روسيا القيصري في شتاء 1917 وبرز ذلك في :
-تنامي الحركات الإحتجاجية بشن موجة من الإضرابات أبرزها تلك التي كانت في بتروغراد وموسكو في شهر فيفري تحولت غلى مظاهرات معادية للنّظام .
-تمرّد الجنود وانضمامهم إلى مساندة العمال بعد رفض أوامر القيصر إطلاق النار على المتظاهرين .
-سقوط بتروغراد في 28 فيفري بيد الثوار
-بروز سلطتين
*سلطة برجوازية مثلتها لجنة مؤقتة أعضاؤها ليبراليون من مجلس الدوما
*سلطة “شعبية “تجسدت في مجالس انتخبها العمال والجنود تعرف بـ”السوفياتات”سيطر على عضويتها المناشفة والإشتراكيون الثوريون بينما كان تمثيل البلاشفة ضعيفا في هذه المجالس.
-سقوط النظام القيصري وتم تشكيل “حكومة مؤقتة”ترأسها الأمير لفوف سيطر عليها الليبراليون واشتركيون معتدلون ابرزهم كيرنسكي الذي تولى رئاسة الحكومة بداية من جويلية1917ولم تشارك فيها سوفياتات بتروغراد.
-عدم استجابة الحكومة المؤقتة لتطلعات الفئات الشعبية :
*مواصلة الحرب إلى جانب الحلفاء
*تأجيل الإصلاحات الإقتصادية إلى مابعد الحرب وتحقيق النصر
*تواصل هزائم الجيش الروسي على الجبهة
*انتفاضة الفلاحين والبدء في اقتسام الأراضي
*عودة حركة الإضرابات العمالية ابرزها تلك التي كانت ببتروغراد في جويلية 1917
*ممارسة القمع ضد المتظاهرين واستعمال اسلوب المناورة
*عجز الحكومة عن التصدي لهجوم القوى المضادة للثورة بقيادة الجنرال كورنيلوف الذي حاول الإستيلاء على بتروغراد وسحق سوفياتات العمال والجنود
2-1 انتصار البلاشفة وقيام الدولة البلشفية:أكتوبر1917
تعزّز موقف البلاشفة في ظل فشل الحكومة المؤقتة فسيطروا على مختلف مختلف التنظيمات الشعبية أبرزها سوفياتات بتروغراد واتخذ البلاشفة قرار الإستيلاء على السلطة وتم ذلك في 25أكتوبر 1917 فسقطت الحومة المؤقتة وأعلن عن انتقال السلطة الأى السوفيتات والّفت حكومة جديدة تحت اسم “مجلس مفوضي الشعب”برئاسة لينين واتخذت هذه الحكومة اجراءا ت عاجلة هدفها ارساء “النظام الإشتراكي أبرزها:
-تأميم أراضي كبار الفلاحين والكنيسة
-تأميم المصانع الكبرى والبنوك
-الغاء الديون القيصرية
-اللإعلان عن دستور في جويلية فوض السلطة ألى مؤتمر السوفياتات
-ايقاف الحرب بابرام اتفاقية صلح براست ليتوفسك مع المانيا وتم ذلك بتكلفة باهضة لإنقاذ الثورة (التنازل عن مساحة 800.000كم2من اراضيها وربع سكانها وأثرى مناطقها الصناعية والفلاحية واعترافهاباستقلال أوكرانيا وفنلندا ودفع غرامة حربية ثقيلة..)
التحدّيات الكبرى التي واجهت الثورة البلشفية
واهت الثورة البلشفية اثر استيلائها على السلطة جملة من التحديات الكبرى
1-1 الثورة المضادة وتدخل الحلفاء :”شيوعية الحرب”
تمثلت أبرز التحديات التي واجهتها الثورة في البداية :
-معارضة الإرستقراطية التي فقدت امتيازاتها خصوصا بعد أن انتزعت منها ملكياتها.
-رأي عام معارض لصلح براست ليتوفسك خاصّة من الإشترتكيين الثوريين الذين اتهموا البلاشفة بالخيانة وحاولوا اغتيال لينين
-اعلان عديد القوميات استقلالها عن الدولة مثل جيورجيا وأرمينيا
-بروز انتفاضة مسلحة بتكوين مايعرف بـ”الجيوش البيضاء”تزعمها ضباط قيصريون
-تدخل جيوش الحلفاء لوأد الثورة في مهدها خشية تسرّب اشعاعها إلى الغرب فطوقت الجيوش اليابانية والأمريكية والأنجليزية والفرنسية من كل الجهات ودعّمت “الجيوش البيضاء” بالعتاد والخبراء ووصل تهديد هذه الجيوش إلى موسكو .
ولمواجهة هذه التحديات سارع البلاشف إلى اتخاذ جملة من التدابير والإجراءات:
-اعادة تنظيم الجيش الأحمر (تحت قيادة تروتسكي)بالتعبئة العمة فارتفع عددهمن 300.000إلى مليون ونصف مابين 1918و1919.
-ممارسة سياسة قمعية شديدة إزاء المعارضين السياسيين بتكوين الشرطة السياسية التشيكا.
-سياسة اقتصادية سخرت كل مارد الدولة للمجهود الحربي عرفت بـ”شيوعية الحرب”.:
*تحجير التجارة الحرّة
*مصادرة فائض الحبوب لدى المزارعين
*اقرارالعمل الإجباري
-تأميم الصناعات المتوسطة والصغرى والتجارة الداخلية .
وقد مكنت هذه الإجراءات والتدابير البلاشفة من الصمود اذ بدأ الجيش الأحمر منذ منتصف1919 من شن هجوم مضاد مستغلا عد م انسجام القوى المعادية في الداخل والخارج ومع بداية 1921انتهت الحرب وانتصر البلاشفة لكنه انتصار مكلف ومرهق .
2-1مواجهة أزمة مابعد الحرب الأهلية :السياسة الإقتصادية الجديدة
خلفت الحرب الأهلية إضافة إلى مخلفات الحرب العالمية واقعا اقتصاديا واجتماعيا مترديا برز ذلك في:
-تقهقر اقتاصادي كبير انخفض من مؤشر 100سنة 1913إلى 55سنة 1921
-تفاقم عدد الموتى نتيجة المجاعة والأوبئة ليبلغ حوالي 7،5مليون نسمة
-صعوبة كبرى في تموين المدن
بروز ظواهر توتر شديدة من جديدة مثل انتفاضة المزارعين في سيبيريا في ربيع 1921وتمرد جنود قاعدة كرونشتادت البحرية ببتروغرادفي فيفري مارس 1921 منادين بالإطاحة بالبلاشفة .
واجه البلاشفة هذه الأزمة بالقمع الدموي إلى جان اجراءات أخرى أهما:
-التخلي عن “شيوعية الحرب”
-اعتماد مايعرف بـ”السياسة الإقتصادية الجديدة”(N.E.P)هدفها اعادة كسب ثقة المزارعين والتحالف معهم
-معالجة الأوضاع الإقتصادية المهترئة :
*تعويض مصادرة فائض الحبوب بضريبة عينية ثم نقدية
*رفع التأميم عن المؤسسات الصغرى ةالمتوسطة بالسماح للخواص باكترائها
*تحرير التجارة الداخلية
*السماح للرأس مال الإجنبي بالإستثمار
وبذلك انتعش الوضع الإقتصادي وخفت حدة التوتر واستقر الأمر للبلاشفة ليفرغوا فيما بعد لبناء الدولة الإشتراكية.
ملامح النّظام الجديد
حرص البلاشفة منذ تسلمهم السلطة إلى نظامهم الجديد حسب النظرية الشيوعية رغم الظروف التي أثرت بصورة واضحة في هذا البناء إلى حد جعل البعض ينكر عليه صفة الإشتراكية وتوزعت إلى ظروف موضوعية داخلية وأخرى خارجية أبرزها
-المجتمع الروسي مجتمع فلاحي لم يحقق ثورته الصناعية
-أثر الحرب العالمية في تعميق أزمة المجتمع الروسي
-حرب أهلية زادت في تدهور الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية
-ضعف السند الخارجي فقد ضعف أمل البلاشفة في قيام ثورات اشتراكية في الغرب تدعم روسيا في تجاوز تخلفها الإقتصادي باسم الأممية البروليتارية
-محيط عالمي تميز بعدائه الشديد فبعد الفشل العسكري تم عزل الثورة سياسيا واقتصاديا بواسطة ماعرف بـ”الحزام الصحي”(فنلندا،استونيا،لاتونيا ،ليتوانيا،بولونيا،تشيكوسلوفاكيا،روانيا) وتواصل هذا العداء حتى بعد اعتراف جل البلدان الكبرى بهذا النظام وتوضح ذك اكثر مفي الثلاثينات مع الدول الفاشية المانيا واليابان بتكوين مايعرف بـ”الحلف الضاد للشيوعية “عام 1936 .
النظام الجديد:سياسيا
تمثلت أبرز الإجراءات التي اتخذها البلاشفة في :
-الإعلان عن نشأة اتحاد الجمهوريات الإشتراكية السوفياتية في ديسمبر1922ضم روسيا الإتحادية وأوكرانيا وروسيا البيضاءوجيورجيا واذريبجان ثم انضمت اليه فيما بعد تكرمانستان واوزباكستان
-صدور دستور جديد في 1924 نظم الحياة السياسية داخل الاتحاد :
1-1دكتاتورية البروليتاريا
مورست دكاتتورية البروليتاريا بواسطة السوفيتات ووالحزب الشيوعي البلشفي
1-1-1السوفيتات :فضل البلاشفة السوفياتات على البرلمانات المعروفة لدى الدول الغربية وهي عبارة عن مجالس منتخبة تمثل العمال والجنود والمزارعين وانبنى التظيم بشكل هرمي :السوفياتات المحلية في الحي والقرية قاعدته وومؤتمر سوفياتات الإتحاد قمته وينبثق عن هذا المؤتمر انتخاب اللجنة التنفيذية المركزية التي تشتمل على مجلسي الإتحادوالقوميات كما يعيّن مجلس السوفيات الأعلى ومجلس مفوضي الشعب.هذالأخير الذي يمتلك النفوذ الحقيقي
2-1-1الحزب الشيوعي البلشفي:الحزب الوحيد في البلاد منذ1918 تضاعف عدد منخرطيه ليبلغ 2،5مليون سنة 1940زيادة على عدد المنخرطين بالمنظمات التابعة له أبرزها منظمة الشبيبة الشيوعية (الكوسمول).ويمتلك الحزب النفوذ الأكبر بالبلادويححد سياسة الدولة ويمتلك الكاتب للحزب (خطة احدثت في 1922)صلاحيات كبرى وبرز ذلك مع ستالين الذي عمد غلى تصفية معارضيه بتهمة معاداة الثورة والتواطؤ مع القوى الإمبريالية فنظم محاكمات صورية انتهت بإعدام العديد من إطارات الحزب والدولة ةالجيش .
وبذك بدت دكتاتورية البروليتاريا مختزلة في دكتاتورية الحزب البلشفي التي اختزلت بدورها في من احتكر المناصب العليا في الدولة تحولت مع مرور الوقت إلى فئة بيروقراطية تحكم بدل السوفياتات
2-1 حل مسألة القوميات في إطار الدولة الإتحادية
أقرّدستور1924ثم دستور !936المساواة التامة بين الجمهوريات المكونة لدولة الإتحاد فتم تقسيم البلاد السياسي والإداري حسب خريطة القوميات وقد حصلت هذه القوميات على جملة من الصلاحيات :
-تمثيل في أعلى هرم السلطة (مجلس القوميات ومجلس الإتحاد)
اصلاحيات في الجال الإجتماعي في مجالي العليم والثقافة بالمحافظة على لغاتها وعاداتها وتقليدهاز
-ضمان حقها في التنمية
لكن هذه القوميات واجهت النفوذ الروسي المركزي :
-الشؤون الخارجية والدفاع والنقل والتجارة الخرجية والسياسة الإقتصادية العامة بقيت من مشمولات الدولة الإتحادية
-تغليب اللغة الروسية بإجبارية تدريسها في كامل الإتحاد السوفياتي
-مقاومة النزعات الإستقلالية باسم مقاومة الشوفينية
-خضوع الأحزاب الشيوعية القومية والمحلية لنفوذ الحزب البلشفي
النظام الجديد:اقتصاديا
1-إلغاء الملكية الخاصة وتعويضها بالملكية الإشتراكية
حرص البلاشفة على وضع اسس الإقتصاد الإشتراكي وهوما أقرّه المؤتمرXV للحزب البلشفي في ديسمبر 1927:
-تعميم الملكية الإشتراكية والقضاء نهائيا عل الملكية الخاصة والفئات الرأسمالية التي عاودت الظهور في عهد “النيب”
*في المجال الصناعي :خضعت كافة المؤسسات الصاعية لهيمنة الدولة باستثناء بعض التعاضديات الحرفية
*في المجال التجاري خضعت التجارة الخارجية بصفة شبه تامة إلى المغازات الحكومية
*في الفلاحة :أصبحت الأراضي قبال اندلاع الحرب العالمية الثانية ملكية اشتراكية وانقسمت إلى نوعين :
**”السوفخوزات”ضيعات دولية متخصصة يرأسها مدير تعينه الدولة
**”الكلخوزات”تعاونيات للمزارعين على ملكية الدولة تستغل جماعيا مجبرون على تنفيذ مخططات الدولة وبرامجها في المجال الزراعي
لكن تعميم الملكية الإشتراكية بالأرياف واجه عدة تحديات أبرزها:
*** معارضة الكولاك وعد تحمس المزارعين وخصوصا الفقراء منهم لضعف الأجر الفلاحي وغياب التأمينات
***التفاوت الكبير بين أسعار المنتوجات الفلاحية ووالبضائع الصناعية وتحمل المزارعين تبعات هذا التفاوت فاضطر اغلبهم الى النزوح
***سياسة لاتخلو من العنف باستعمال الجيش لفرض الإشتراكية بالأرياف ماتسبب في خسائر بشرية فادحة تراوحت بين 5و10 ملايين نسمة.
2-التخطيط
اعتمد النظام البلشفي على التخطيط بصورة شاملة ومنهجية وتوضح ذلك خاصة منذ 1928 فصيغت 3مخططات خماسية الى حدود اندلاع الحرب العالمية الثانية تعطا انجاز الثالث بسبب الإجتياح الألماني واهم ماميز هذه المخططات :
-من حيث الإعداد فالمكتب السياسي للحزب البلشفي يحدداختياراتها الجوهرية
-وضع اهدافها العامة والقطاعية
*تنمية قوى الانتاج
*تامين استقلال البلاد الاسقتصادي وتطوير قدراتها العسكرية
*تحديد نسب نمو الإنتاج
*توزيع اليد العاملة
*ضبط الأجور
-صبغتها الإلزامية والشمولية
النظام الجديد :اجتماعيا
شهد المجتمع الروسي انقلابا جذريا برز ذلك في :
الغاء الإمتيازات التي كان يتمتع بها الإقطاعيين وكبار الفلاحين الرأسماليين وأصحاب الم}سسات الصناعية والتجارية الكبرى
-حصول العمال على بعض المكاسب :
*تخفيض ساعات المل الى 8ساعات
*كسب ضمانت في حوادث الشغل والمرض والبطالة والعلاج المجاني والعطل الخالصة الأجر
-المساواة بين المرأة والرجل واضفاء الطابع العلماني على الأحوال الشخصية والتعليم (اجباريته ومجانيته)
الخاتمة
تمكن البلاشفة من إرساء نظام جديد وبناء دولة الإتحاد السوفياتي كقوة عظمى نافست بجدية الولايات المتحدة الأمريكية لكن ذلك لايحجب بعض الإخلالات شكلت تحديات كبرى واجهها هذا النظام