النّصّ:
النّصّ:
أحلام بنت صغيرة ،وهي مجتهدة في الدّراسة .كانت ترسم دائما حصانا أبيض وتقول لصاحبها حالمة:
-هذا حصاني سأعود مع إلى الوطن لرؤية الأرض والأهل.
ثمّ ترسم له جناحين وتقول :
(حصاني غير كلّ الأحصنة ،إنّه قادر على الطّيران أيضا!
ظلّت أحلام الصّغيرة تتطلّع حولها إلى البيوت والتّلال .رأت جوادها الأبيض يأتي عبر الحقول).
اقترب منها قائلا:
-ها أنا قد جئت يا أحلام !إلى أين تريدين أن آخذك؟
قالت له :خذني إلى الوطن ،إلى قريتنا !
ثنى الحصان الأبيض قوائمه وفاء وطاعة وقال لها :”اصعدي “.
وما إن استقرّت على ظهره وأمسكت جيّدا يشعر عنقهه الطّويل حتّى انطلق عبر الحقول .
وعندما اقترب من حدود لبنان مع فلسطين ارتفع في الهواء وظلّ يعلو حتّى صار مثل سحابة رشيقة بيضاء [ثمّ نزل الجواد نزولا بطيئا لبلوغ الأرض]…
طفقت أحلام تنظر بدهشة إلى البيوت المطليّة بالجير الأبيض والبساتين المثمرة والأشجار المتهدّلة الأغصان وبكت حزنا وألما وبينما ي كذلك إذ طلع من بين الأشجار رجل عجوز عرفت أحلام بعد حوار معه أنّه جدّها الّذي تراه لأوّل مرّة .
عن رشاد ابو شاور –أحلام والحصان الأبيض